حكايه رجل عاد من العمل مبكراً
وأنا بسأل أكرم عليكي كل يوم.
هزت غزل رأسها بيأس وإحتضنتها فقالت معلش متزعليش مني كان بابا تعبان شويه و مكنتش عارفه أنزل و أسيبه.
ربتت كاريمان علي كتفها بحنان وسألتها و إيه أخباره دلوقتي!
هزت غزل رأسها برضا وقالت الحمد لله بقا أحسن.
_طب الحمدلله يلا بقا إعمليلي فنجال قهوه من بتوعك كده عشان وحشوني.
أشارت غزل إلي عين تلو الأخرى و ذهبت لإعداد القهوة بينما نظرت كاريمان إلي إبنها وأشارت برأسها بإتجاه غزل وقالت عسل البنت ديإسم على مسميغزل و كلها غزل فعلا.
عاد يحيي من عمله بعد يوم شاق و طويل إغتسل و بدل ثيابه و تناول الطعام سريعا ليلقي بجسده المنهك إلي ذلك الفراش المهترئ و جسده ېصرخ شوقا للراحة .
دق مصعب باب غرفته بشدة و دخل قبل أن يسمح له يحيى بالدخول و جلس إلي جواره مبتسما بإنساع وقال عندي ليك خبر بمليون جنيه .
قال يحيي ساخرا إيه هتشتغل سفير ولا إيه
_إتريق براحتك أنا عن نفسي راشق لو إنت مصمم تكمل في الخرده إنت حر.
نهض عن الفراش ليمسك به يحيي ويقول إستني بس رايح فينكمل كلامك.
جلس مصعب بأريحية وأضاف وجيه إبن خالتي جايبلنا شغلانه في مخزن قطع غيار هننزل حاجات و نرفع حاجات و نسجل الوارد و الصادر بس و القبض ضعف ما كنا بنقبض من لم الخرده.
واساه مصعب قائلا معلش يا محمد كله بأوان واللي عايزه ربنا هيكون.
أومأ يحيى موافقا وقال ونعم بالله.
تسائل الآخر فقال هاا دايس معايا ولا إيه!
_تمام ..بكرة إن شاءالله نستلم الشغل الجديد و علي الله التساهيل .
الفصل التاسع
في منتصف الحي يجتمع الكل أمام منزل عائلة
الهنداوي حيث تذبح الذبائح و تقام الولائم و تجري التجهيزات علي قدم و ساق .
كان الجميع يتحدث عن تلك المناسبه و من كل الفئات يتوجهون إلى منزل الهنداوي لأخذ نصيبهم من اللحوم التي يقوم سليمان بتوزيعها بسخاء علي الناس وهو يقول إدعوا لأم فضل تقوم بالسلامه .
إستمعت إلي طرقات علي باب شقتها ففتحت لتجد زينب تقف أمامها وهي تبتسم لها بهدوء وقالت مش هتنزلي شويه يا صافيه!
نظرت إليها صافيه بتعجب وقالت أنزل أعمل إيه!
_إنزلي أقفي شويه بدل ما يقولوا زعلانه ولا غيرانه .
ضحكت صافيه و أردفت بسخرية يقولوا اللي يقولوه يا زينب مش فارقه ..أهم حاجة أم فضل .
أومأت صافيه بموافقه وقالت وهو لسه عايز يكلمني ليه ما كفايه عليه أم إبنههي الكل في الكل دلوقتي.
_طيب و إنتي إيه اللي مصبرك علي الوضع ده يا صافيهلما هو طلع خسيس و كداب كده و مبقي يسر الحربايه دي عليكي لسه باقيه عليه ليه!
نظرت إليها صافيه وقالت هعمل إيه يا زينب!هتطلق و أروح فين! أنا مبقيتش صغيرة علي قلة القيمه دي.. وبعدين إبراهيم أخويا كفايه عليه شايل هم بنته هروح أشيله همي أنا كمان
زفرت زينب ب حيرة شديدة وقالت والله يا صافيه منا عارفه أقوللك إيه .
ثم مسحت علي ذراعها بمواساة وقالت طيب أنا هنزل شويه وهطلع .
أومأت صافيه بموافقه وقالت ماشي يا زينب روحي إنتي ولو عايزة تسيبي يحيى معايا هاتيه .
ناولتها الصغير و نزلت إلي الأسفل لتجد نفسها تقف وسط جموع غفيرة من الناس تلتف حول سليمان و يسر التي تقف في كامل زينتها و كلها زهو و تفاخر .
ذهبت يسر إلي القصاب و وقفت علي مقربة منه وتحدثت بإبتسامة قبل أن تتلفت حولها لتتأكد من أحد لا يراها بقولك يا معلم متبقاش ترمي قشرة اللوح عشان عندي العيال بيحبوا الشوربه بتاعتها .
أومأ الرجل موافقا و قام بوضعها ب كيسا بلاستيكيا و أعطاها لها فأخذتها و قامت بتخبئتها بين أغراضها ثم ذهبت إلي سليمان الذي كان منهمكا في توزيع اللحوم ليقف منتبها لها و إبتسم قائلا إيه يا عسليه ما تطلعي إنتي ترتاحي فوق بدل وقفتك دي.
تصنعت الڠضب وقالت أومال فين صافيه منزلتش ليه
قال بعدم إكتراث هي حرة لو كانت عايزة تنزل كانت نزلت .
جادلته فقالت حرة إزاي يعني !وهو إنت كنت قولتلها إنزلي وهي منزلتش!
نظر إليها بعدم تصديق وقال وهو إنتي عايزاني أقوللها تنزل!
أومأت بموافقه وقالت طبعا تقوللهاو تسيب اللي في إيدك ده دلوقتي حالا و تطلع تراضيها و تجيبها و تيجي.
_أنا مش مصدقك واللهإنتي اللي بتقولي كده!!
و مقولش كده ليه!!صافيه في الأول و في الآخر في مقام أختي و أنا بعزها و إذا كانت زعلتني فأنا راضيه و مسامحهوبعدين صعبانه عليا نبقا كلنا متجمعين كده و هي فوق لوحدها.
ربت علي ظهرها بتقدير وقال معاكي حق يا يسرأنا هطلع دلوقتي حالا أطيب خاطرها بكلمتين و أجيبها و أنزل.
أومأت قائلة و أنا هطلع أغير هدومي لإن الهدوم دي إتبهدلت و هنزل تاني .
دخلت يسر إلي شقة علي وقالت بإبتسامة بعد إذنك يا بابا فين المفاتيح الإحتياطي اللي هنا لإني نسيت مفتاح شقتي جوة
أشار لها علي ركن خشبي صغير معلق به مفاتيح لجميع الشقق فأخذت بخفة يد مفتاح شقة صافيه بدلا من مفتاحها وعلي الفور صعدت إلي شقتها لتقف علي حافة السلم من الأعلي تنتظر خروج سليمان و صافيه من شقتهما .
.....في تلك الأثناء.......
دخل سليمان إلي شقة صافيه ليجدها لا زالت تقبع خلف نافذة غرفتها تشاهد ما يحدث بالخارج فإقترب منها مبتسما
_متزعليش يا صافيه حقك عليا.
قالها وهو يمد يده يزيل آثار دمعاتها لتنظر إليه پقهر يملؤها وقالت مكنتش أتوقع إني أهون عليك في يوم من الأيام يا سليمانو مكنتش أتوقع كمان إنك تكدب عليا.
ربت علي ذراعها وقال أنا كدبت لإني كنت مضطر يا صافيهعارف إن غيرتك عليا مكانتش هتسمحلك تقبلي بحاجة زي دي عشان كده إضطريت أقوللك كده .
نظرت إليه بإستنكار وقالت و حملها منك !كنت مضطر بردو!
تجهم وجهه وقال كانت غلطه صدقينيجت كده معرفش إزاي حصل و هي كانت مرة واحده و الحمل حصل في يومها ومن وقتها وأنا مبقربش منها .
إبتسمت ساخرة وقالت بعدم تصديق للأسف يا سليمان مبقيتش عارفه أصدقكاللي عملته خلاك نزلت من نظري أوووي و حتي لو بتقول الحقيقة مش عارفه أصدقك.
ضمھا إلي صدره قائلا عشان خاطري يا صافيهسامحيني زي ما طول عمرك قلبك أبيض و بتسامحي أنا إنسان و ضعفت بس طول الوقت محتاجلك إنتي .
نظرت إليه بضعف تستشف
صدقه ليشدد من إحتضانها ويقول أنا عايزك تنزلي معايا و تشاركيني فرحتي أنا مش عارف أفرح وإنتي زعلانه مني .
ثم قال مستعطفا إياها أهون عليكي مفرحش يا صافيه وأنا مستني يوم زي ده من زمان.
بدون قصد منه دعس هو علي جرحها الدامي بشدة فنظرت إليه و إبتسمت بحزن لا متهونش عليا يا سليمانو هنزل معاك و أوزع معاك اللحمه علي الغلابه كمان و هدعي قبل منهم لأم فضل تقوم بالسلامه.
تهللت أساريره فرحا و إصطحبها و نزل للأسفل لتسرع بعدها يسر و تدلف إلي شقة صافيه ب خلسة و أخرجت عظمة الكتف من الكيس البلاستيكي الذي يحويها و قامت بتخبئتها في حجرة المطبخ بعناية و أسرعت إلي خارج الشقه و منها إلي شقتها فقامت بتبديل ثيابها و نزلت إلي الأسفل مجددا.
رأت علي مدد بصرها صافيه تقف إلي جانب سليمان و تساعده في توزيع اللحوم فذهبت إليها و صافحتها و إحتضنتها بود زائف وقالت الشادر كله نور يا صافيه.
تعجبت صافيه و لكنها لم تعقب فإبتسمت بلطف وقالت منور بيكي يا يسرربنا يقومك بالسلامه.
وقفت يسر إلي جانبهم وهي ترسم إبتسامه واسعه علي وجهها حتي إنتهاء اليوم فهمست إلي سليمان قائلة خليك مع صافيه النهارده يا سليمانميهمش.
قالت الأخري وهي تتصنع الحزن ليبتسم سليمان وهو يضرب كفا بكف ويقول عجيبهفي إيه النهارده!ده أنا ربنا راضي عني بقا .
إبتسمت بهدوء وقالت لا عجيبه ولا حاجهإنت بقالك كتير مش بتبيت عند صافيه و هي باين إنها زعلانه و بعدين ده عدل ربنا .
و أضافت وأنا أصلا تعبانه النهارده و هطلع أنام علي طول .
أومأ موافقا لتنصرف هي إلي شقتها و إصطحب سليمان صافيه و صعدا إلي شقتهما .
بعد مرور أسبوع وقد إستقر الحال لدى الجميع و بينما كان سليمان يجلس بمتجره الخاص تلقي إتصال من رقم مجهول ليجيب بهدوء قائلا ألومين معايا!
_مش لازم أقول إسمي يا معلم سليمان إعتبرني فاعل خيرمراتك الأولانيه كانت عندي النهارده و معاها عضمة كتف كانت جيباها عشان تعمل عليها سحر إسود لمراتك التانيه ....
قاطعه سليمان مستنكرا وقال إيه اللي إنت بتقوله ده !
تسائل سليمان فقال كانت عايزاك تعمل إيه!
نظرت إليه بتعجب وقالت أيوة يا سليمان منا قايلالك إني كنت مع غزل بتشتري حاجات.
قال بشك كنتي مع غزل بردو!
قطبت جبينها بتعجب وقالت أومال هيكون كنت مع مين يعني!!مالك يا سليمان !
صاح متشنجا و قال و الشرر يتطاير من عيناه وكمان بتكدبي و عامله فيها بريئة !
ثم راح يجول و يصول في أرجاء الغرفه باحثا عن شيء ما مما أثار فضولها فقالت إنت بتدور علي إيهو بتزعق ليه كده!
نظرت إلي ذاك الشئ بين يديه بتعجب وقالت إيه اللي في إيدك ده!!
نظر إليها متهكما وقال مش عارفه إيه اللي في إيدي دي !
أجابت ببساطة دي عضمة!!إنت جايبها منين!
أردف وهو يتقدم منها بهدوء و يده خلف ظهرة بينما يده الأخري تمسك بتلك العظمة ويقول أيوة عضمةو مش أي عضمة دي عضمة كتف عارفه بيعملوا بيها إيه عضمة الكتف يا صافيه!
نظرت له بإستغراب وقالت لأ مش عارفه يا سليمانوبعدين البتاعه دي جايبها منين و أنا علاقتي إيه بالموضوع ده!
نظر إليها ساخرا وقال واحده واحدهمش عارفه بيعملوا بيها أعرفك أناالعضمه دي بيعملوا بيها سحر