حكايه رجل عاد من العمل مبكراً
إسود بعيد عنك و المسحور مبيتعالجش لأ ده بېموت بالبطئجايبها منين بقا فأنا جايبها من قلب شقتك أهو زي منتي شايفه و من مطبخك كمان تالت حاجه بقا ..إيه علاقتك بالموضوع ده ف ده اللي عايز أفهمه منك .
و تابع بصوت حاد ليه الأذية يا صافيه!
إنزوي حاجبيها بإستنكار شديد وقالت أذية إيه أنا مش فاهمه حاجهما تيجي دوغري يا
إرتفع صوته مما جذب إنتباه جميع من بالمنزل وقال كنتي عايزة تسقطي يسر ليه يا صافيه !!
جحظت أعين الواقفين جميعا و كانت أولهم يسر التي تقدمت منهم ببطء وهي تصطنع الصدمه وتقول إنت بتقول إيه يا سليمان!إستحاله صافيه تعمل كده !
نظر إليها پغضب عاصف وقال إسكتي إنتي يا يسر دلوقتيأنا إتأكدت بنفسي من اللي بقوله ده و الأماره أهي .
أومأ سليمان موافقا وقال أيوة يابا قشرة لوح زوجتي المصون كانت واخداها عشان تعمل عليها عمل ل يسر .
إتسعت عينا صافيه وقالت إيه اللي إنت بتقوله ده يا سليمان!إنت واعي للي بتقوله ده!
برز صوته الجهور غاضبا بشدة وقال أيوة واعي و متأكد يا صافيهأنا إستحاله أظلمك الراجل النصاب اللي كنتي رايحاله عشان يعمللك العمل عرفك و هو اللي بلغني عشان يحذرني منك .
كان الجميع ينظر إليهم بذهول فقال عبدالقادر إصبر بس يا سليمان أكيد في حاجه غلط صافيه عشرة سنين مش يوم ولا إتنين و إحنا عمرنا ما نصدق إنها تعمل كده!
قال سليمان بثقة الغيرة تعمل أكتر من كده يا قدورة.
كانت يسر تقف و قلبها يتراقص فرحا بينما شعرت غريمتها و كأن الأرض ضاقت عليها بما رحبت لتقول بصوت مرتجف صدقني يا سليمان وحياة ربنا وحياة كتاب الله أنا مظلومه أنا مليش في السكك دي وإنت عارف .
_و ليه ميكونش حد تاني اللي عمل كده عشان يتهمها في صافيه!
قالتها زينب وهي تنظر بتحد تجاه يسر التي أشاحت بوجهها بعيدا عنها بسرعة وقد إنتابها التوتر ليقول سليمان بإستفهام ساخر حد تاني زي مين يعني!
رفعت زينب كتفيها وقالت معرفش حد مينبس ده شئ وارد يعني .
و تابع پغضب مكنتش متصور إن غيرتك تعميكي بالشكل ده يا صافيهإنتي غلطتي غلطة لا تغتفر .
و أضاف بنبرة صارمه لا تقبل النقاش إنتي طالق يا صافيه.
_ماهو إسمعي بقاهتهزريهتعيطيهتتشقلبيهترمي نفسك من البلكونه حتيهتتجوزيه يعني هتتجوزيه .
ألقي الأب بكلماته الصارمات پغضب صرف لتلك التي كانت تحاول إتباع أساليبها المعتادة في مثل تلك المواقف لتتنهد بحزن وهي تستغيث ب زمرديتيها ناظرة نحو عمتها أن تساعدها لتقول صافيه بيأس بتبصيلي ليه!بصراحه كده أبوكي معاه المره دي و أنا مش لاقيالي عين أنطق بحرف واحد.
تجهم وجهها عندما رأت إتحاد عمتها مع والدها لتقول إنتي اللي بتقولي كده يا عمتو منتي عارفه اللي فيها.
نفذ صبر والدها و نهض واقفا پغضب وقد صدح صوته غاضبا يقول إيه اللي فيها يا غزل!خدي بالك أنا سكتتلك كتير بس المرة دي خلاص مبقاش عندي طاقه ولا عندي إستعداد أستحملالأوهام اللي إنتي عايشه عليها دي هتوديكي في داهيه .
نظرت إليه بضيق ليردف وهو يستنفذ آخر جرعات تحملها وقال مش هتبقي أوفي من مراته اللي كانت معاشراه خمس سنين و جايبه منه عيلينأديكي شيفاها أهو عايشه حياتها ولا كإن كان في حد إسمه يحيي موجود أصلا.
نظرت إليه بحزن يتغمدها ليردف مضيفا رفضتي عريس و إتنين و تلاته و أربعه و كنت بقول ياد سيبها مسيرها تعقل و تنسي و تعيش حياتها هي كمان لكن توصل بيكي الدرجه أنك عايزة تعيشي علي ذكري واحد مېت لا كان خطيبك ولا جوزك ولا كان شايلك من أرضك أصلا ده يبقا غباء و سذاجه وأنا مش هسمح بكده أبدأ.
إنخرطت في بكاء مرير ليتجاهلها ويقول بقوة و حزم أنا هتصل بالباشمهندس أكرم دلوقتي حالا و أبلغه إن الخطوبه يوم الجمعه و لو سمعت منك كلمه زيادة في الموضوع ده لا إنتي بنتي ولا أعرفك.
إهتز قلبها بين أضلعها و تجمدت الډماء في عروقها من فرط الحزن لتنهض صافيه و تجلس إلي جوارها محتضنه إياها بحب و يدها تمسح على ذراعها بحنية وتقول متعيطيش يا غزلمتعيطيش يا حبيبتي كله مكتوب و اللي مكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين حتي لو إيه.
_مش هقدر يا عمتيأنا المرة اللي فاتت وافقت علي إسلام عشان ارضي بابا بس كنت
عارفه إني هعرف أخلص منه لإنه كله عيوب..بس أكرم هخلص منه إزاي !مش هقدر أتجوزه يا عمتو ولا هقدر أكون لراجل غير يحيي .
أومأت نافيه وقالت عمري ما هقدر أنسي يحيي يا عمتييحيي بيجري في دمي من وأنا عيله صغيره مفهمش حاجهلو نسيته أبقي كإني بمحي حياتي كلها بأستيكه.
ربتت صافيه علي وجنتها بحنان وقالت هتنسي يا غزل سبحان من بينسي و بيصبر يا بنتي و لولا النسيان كان زماننا إتجننا أو متنا بحسرتناهتنسي و هتعيشي و هتفرحي و هتحبي أكرم كمان.
_إستحاااله.
بيتهيألك لما تلاقيه بيحبك أكتر من ضي عينه ڠصب عنك هتحبيه و حتي لو معرفتيش تحبيه هتعيشي مرتاحهالحب مش كل حاجه يا غزل يعني اللي حبوا خدوا إيه!!
قالت الأخيرة بسخرية من حالها و أضافت قومي يا حبيبتي إغسلي وشك و إتوضي و صلي ركعتين لله و إدعي ربنا يريح قلبك و يقدملك اللي فيه الخير .
أذعنت غزل لأوامرها و نهضت لتتوضأ و وقفت تناجي ربها أن يضع الخير بطريقها حيثما كان و من ثم ألقت بجسدها المنهك إلي الفراش و سبحت في نوم عميق .
بعد مرور خمسة أشهر و حيث كانت التحضيرات لزفاف غزل و أكرم علي قدم و ساق .
كان أكرم منشغل في تجهيز و إتمام ما ينقصه من أغراض للمنزل أو أغراضه الشخصية بينما كانت غزل منهمكه في شراء ما يخص ليلة الزفاف من الفستان و توابعه و بصحبتها صافيه التي كانت ترافقها في كل خطواتها .
إرتفع رنين هاتفها لتجيب بنبرة هادئة أيوة يا أكرم
قال مبتسما أيوة يا حبيبتيخلصتي ولا لسه!
_لسه بنلف أنا و عمتو أهو مش لاقيه مقاسي في الشوزات خالصمحسسيني إني عمله نادرة .
ضحك قائلا منا قولتلك إرتاحي إنتي و إختاري اللي إنتي عيزاه و أنا هجيبهولك لو من برة مصر حتي بس إنتي رفضتي .
_لاا و أنا أبقي عروسه إزاي لو ملفيتش و إتمرمطت في المحلات دي طقوس متفهمهاش إنت .
أومأ قائلا ماشي يا ستي اللي يريحكأهم حاجه متنسيش بروڤا الفستان النهاردهأول ما تروحي تتصلي عليا عشان آجي أخدك .
_تمام ماشييلا سلام دلوقتي.
أنهت الإتصال لتعود و تكمل مسيرتها في رحلة البحث عن حذاء سندريلا المفقود و بينما هي تسير بين المتاحر الخاصه بالأحذية تسمرت بمكانها و كادت أن تسقط أرضا من هول الصدمة.
_يحيي!!
تمتمت بها و ضربات قلبها تتسارع محدثة فوضي عارمه و أسرعت تهرول بإتجاه ذلك الرجل الثلاثيني الذي رأته لتجده وقد إختفي من أمامها و كأنه لم يكن.
عادت تجر أذيال الخيبه فقالت عمتها متسائلة مالك يا غزل كنتي بتجري ليه كده!
قالت غزل و دمعاتها تتساقط شوفته يا عمتوشوفت يحيي.
نظرت إليها عمتها بتعجب وقالت يحيي!!
أومأت غزل بتأكيد وقالت أيوة يحييكان ماشي قدامنا هناك كده و أول ما وصلت لمكانه ٱختفي.
إنصرفت غزل وعيناها لا تحيد عن ذلك المتجر الذي رأته بجانبه حتي إبتعدا عن ذلك المكان و أكملت شراء أغراضها و عادت إلي المنزل بعدها .
......في تلك الأثناء.......
كان يحيي يقف حانقا وهو يخلل شعره الفحمي بأصابعه مغتاظا ويقول أنا متأكد إني كنت باجي هنا دايما عندي إحساس قوي إني كنت باجي هنا كتير و ممكن يوميا كمان بس مش قادر أفتكر حاجه مش قاادر .
قال الأخيره وهو يضرب جبهته بقبضة يده بقوة ليقول مصعب معلش يا محمد إن شاءالله خير و طالما بدأت تفتكر أماكن و شوارع يبقا في أمل إن شاءاللهأهم حاجه تمشي على العلاج و متحاولش تعصر في دماغك عشان تفتكر زي ما الدكتور لسه قايللك .
قال متشائما و تفتكر يعني كلام الدكتور بتاعك ده هيفيد بحاجة !! معتقدش.
قال مصعب حانقا يا عم تفائل و خلي عندك امل باللهالمفروض أصلا كنا روحنا للدكتور من ست شهور فاتوا بس الله يسامحك بقا كنت مصمم و راكب دماغك .
وقف يحيي أمام متجر خاص ببيع زينة و فوانيس رمضان ليشرد طويلا بشئ ما فقال مصعب وهو ينتزعه من شروده في إيه!روحت فين كده !
لم يجيبه بل دلف إلي المتجر و قام بشراء ذلك الفانوس تحت نظرات مصعب المتعجبه فقال إنت جايب الفانوس ده لمين! إوعي تكون جايبه لأمي.
قال الأخيرة ممازحا لينتزع إبتسامة مقتضبه من شفتيه وقال مش عارف ساعة ما شوفت الفانوس حسيت إني حنيت كده !!زي ما أكون شفته قبل كده .
و زفر بيأس قائلا ياا عالم بقا يمكن يساعدني أفتكر حاجه.
ربت مصعب علي ظهره بشفقة وقال كل سنه وإنت طيب يا محمدرمضان باقي
عليه أقل من شهر .
أومأ يحيى موافقا وقال بقالي سنه عايش معاكوا أهوسنه متغرب عن أهلي و عيلتي اللي معرفهاش ولا أعرف إذا كانت موجوده ولا لأ .
قال مصعب مواسيا كله نصيب يا صاحبيو إن شاءالله ذاكرتك ترجعلك في أقرب وقت و ترجع لأهلك بالسلامه.
إنصرف بعدها يحيي و مصعب عائدين نحو بيتهما و يحيي يشعر بأنه قد ترك قطعة من فؤاده .
كانت يسر تفيق للتو من نومها قبل أن تري إنعكاس صورة سليمان في المرآة من أمامها فإعتدلت بمجلسها وقالت بتعجب رايح فين متأخر كده يا سليمان!
نظر إليها ليتقدم منها وهو يعدل ربطة عنقه ويقول رايح