رفقا بالقوارير بقلم مياده مأمون
بيقول
الحق و ينصف المظلوم
اول النهار ما طلع شيلت وعد و جريت بيها علي الجامع استنيته لما خرج و رجالة البلد كمان كانو خارجين معاه
و زى ما يكونو كلهم اتفاجئوا لما شافوني و بجي كل واحد منهم بكلمه
واه قاسم ولد نصار انت ماموتش
هي العيله دي ماعتخلصش و لا ايه
احنا ما صدقنا اننا خلصنا من العيله الظالمه دي
طب ما نخلص منه هو كمان يلا يا رجاله
بيكفياكم يا رجاله شاب صغير و علي كتفه عايله صغيرة
الشاب ده يا شيخ حسن يبجي ولد نصار الديب الراجل اللي كان راعب البلد كلها و اوي مطاريد الجبل في بيته
اذكرو محاسن مواتكم يا ولدي
و هو نصار الديب و لا عزوز المحلاوي كان ليهم محاسن بردك يا شيخ حسن.
وجفت جدام الشيخ حسن و جولت ليهم
و انتو كنتو بتطوا راسكم و بتشتغلو عنده ليه لما انتو عارفين انه مالوش اي محاسن
كنتو بتزرعو الحشېش في ارضه و اللي حداه ارض كان بيزرعها و يجي يبعله محصوله ليه
نصار الديب كان جوي اه لكن مكانش ظالم عمره ما اكل حق اي حد فيكم و لا هاتنكرو
كلهم سكتو و كآن كلامي كان جامد عليهم زي كرباج ابوي
انفضوا كلهم من حاولينا الا الشيخ حسن
الټفت له و وعد علي كتفي و قولتله
اني عايز اتحدت معاك يا شيخ حسن.
ابتسم لي و حط يده على كتفي و كأنه عايز يطمني.
طب
و ماله تعالى يا قاسم يا ولدي نروح عندي في الدار
اخدني علي داره و فتحت ليه الست كريمة مرته و قالها.
خدي يا كريمة البت الصغيره الجميله دي نيمها جوه
حاضر من عيني دي وعد بنت الست فدوه مش اكده يا قاسم يا ولدي.
ايوه يا ست كريمة بنت فدوه الله يرحمها.
ربنا يرحمها هي و امك وعد دول كانو ست النسا يا ولدي.
ربنا يخليكي يا ست كريمة
عطيتها وعد و خرجت بيها و جعدت اني و الشيخ حسن قصاد بعض.
اني جايلك و قاصدك في طلب
يا شيخ حسن.
اتفضل يا ولدي قول و لو في مقدرتي مش هتآخر عنك.
لحد بس ما ارتب نفسي و اقدر القي مطرح يتوينا اني و هي و هبقى ارجع اخدها تاني.
طبعا موافج دي كريمة هاتفرح بيها جوي بس و انت يا قاسم هاتجعد فين يا ولدي
اني جاعد في الجاعه بتاعت الغفر هي الوحيده اللي فاضله من السرايا لحد ما ادبر اموري.
كيف بس يا قاسم يا ولدي هاتجعد في المكان ده و هو خړاب اكده طب و دراستك هاتذاكر كيف بس.
مذاكرة ايه بجي يا شيخ حسن اني خلاص هاسيب الدراسة
لاه اوعاك تعمل اكده انت في الثانويه يعني بدآت تحدد مستقبلك بص يا قاسم انت عارف اني مخلفتش ولاد تعالي انت كمان اجعد حدانا و ذاكر دروسك اهنه
و ابجي عاله عليك ياهه يا شيخ حسن انت ترضاها ليا برديك
حس بحزني فاقرر انه يرجع في كلامه.
خلاص يا ولدي اجعد في جاعة الغفر زي ماانت عايز بس اوعاك تسيب دراستك
حاضر يا عم الشيخ يلا سلام عليكم.
و عليكم السلام.
خرجت من حداه لجيتها صحيت و واجفه جنب الست كريمة تبصلي و خاېفة
انحنيت علي ركبتي و فتحت ليها دراعتي جريت عليا و رمت نفسها و هي پتبكي.
بس بطلي بكى انتي هاتجعدي اهنه و اني هامشي
لاه مس تمسي و تسيبني خدني معاك يا قاسم
اني هاسيبك اهنه مع الست كريمه دي هاترعيكي و هتبجي بدل امك فدوه
و هامشي دلوقتي و اول ما القي لينا مطرح يلمنا اني و انتي هارجع اخدك تجعدي معايا تاني
صړخت و هي پتبكي بحرقه
لاه لاه يا قاسم خدني معاك
اكتمي يا بت جولتلك اسمعي الكلام
بعدت عني و هي بتداري عنيها مني پخوف و سيبتها بقسۏة و انا عارف اني زرعت بآيدي قسۏتي عليها و خۏفها مني
مشيت من حداهم و اني هاتجنن و
ارجع اخدها تاني صورة وشها الجميل مش عايزه تفارقني
بس كان لازم اعمل آكده عشان اقدر ادور علي مالنا اللي تحت التراب
وصلت لحد السرايا و اني بفكر هاعمل ايه في كوم التراب ده اني لو جعدت سنين و اني لوحدي مش هاجدر ازيحه
دخلت جاعه الغفر و اني خلاص كنت هاموت من التعب نمت علي الفرشه و ماحسيتش بنفسي
غير و ابوي واجف جدامي و بيقولي
جوم يا ولد لم الناس حواليك جوم مش هيساعدك غير الناس انت حطيت رجلك علي اول الطريج الصح كمله و هاتوصل لمرادك
صحيت من نومي علي صوت الشيخ حسن و هو بيآذن لصلاة العصر
جريت علي الجامع و دخلت في وسط الناس اللي كانو بيبصولي پغضب لكن مش جادرين في بيت ربنا
و بعد ما اتوضيت و صلينا العصر وجفت بقلب جامد جنب الشيخ حسن و هتفت فيهم
استنوا يا اهل البلد اني كنت عايز اقول ليكم حاجه
لقيت واحد منهم بيزعج جامد فيا
تلاقيك عايز تطلب حسنه و لا وكل ما خلاص يا ولد الديب بقيت شحات
ساعتها حسيت ان كل عروجي نفرت وجسمي بقى متشنج و صړخت فيه.
قاسم نصار الديب عمره ما يمد يده لحد انا كنت عايزكم تيجو تشيلو ردم السرايا و تساعدوني ابنيها تاني
انتو برضك كلكم عارفين انها كانت مليانه بالخير و الغالي كله
و اللي هيشتغل فيكم مش هيشتغل ببلاش اللي هيلاجي حاجه هايخدها و تبجي ملكه
حتي لو كانت دهب او فلوس
ها قولتو ايه يا اهل البلد
هاتسعدوني و لا اطلب المساعدة من مطاريد الجبل و رجالة ابويا و ساعتها بجي ماتزعلوش انهم نزلو البلد تاني
الناس وجفت يبصو لبعض و كلامي بجي واضح
انه اثر فيهم و طماعهم غلب كرههم الكل وافج بسرعه و من غير تفكير
بصيت للشيخ حسن اللي كان فرحان بتفكيرى
و ايدني عليه
و بعد كذا يوم عدو عليا و اني لوحدي
بدؤ الناس يشيلو في الردم و اللي كان بيلقي حتة دهب صيغره كان بيفرح بيها جوي اذا كانت غويشه و لا خاتم
و أني قلبي بيتقطع و دموعي بتنزل علي خدي
دى غويشة امي و ده خاتم فدوه دهبتهم كانو لابسينهم و دلوقيتي متعاصين بدمهم
لكن ما باليد حيله و علي رآي المثل
اطعم الفم تستحي العين
لمحت الخزنه الكبيره بتاعت ابوي و اربعه من رجالة البلد بيحملوها جريت عليهم و قولتلهم
واه و آحنا مالنا يا تسيبها و نكمل يا ترحل و برضك هانخدها
اكده موافج خدوها لكن الاوراق اللي فيها تخصني اني
موافجين و احنا هانعمل ايه بالورق يعني المهم نعرف نفتحها دي تجيله جوي يا بوي
لمعت عنيهم بالطمع و سيبتهم يفرحو بالكنز اللي عاملين يكبشو منه
فتحوها فعلا بعد ما جطعو الحديد بصاروخ من عند الحداد
شوفتهم و هما بيقسمو
مال ابوي لكن ماهتمتش
سيبتهم يفرحو بيه و لمېت كل الورق و اخدته
عقود الارض و السرايا و كل حاجه تثبت ملكيتي ليهم شهادات ميلادي انا و اخواتي و شهادة ميلاد وعد حتى قسايم زواج امي و فدوة
سيبتهم يكملو حفر يلمو الغنايم و يفرحو بيها زي ما هما عايزين و جريت انا علي الشيخ حسن.
الورق ده فيه مستقبلي كل حاجه املكها جوه الورق ده يا عم الشيخ آني راح اسيبه حداك امانه خليه عندك لحد ما اطلبه منك
حاضر يا قاسم بس
في ايه مالك يا عم الشيخ
مش هاتيجي تشوف وعد دي مش بتبطل بكى يا ولدي البنته صغيره و اللي شافته برديك مش شوية
لاه يا عم الشيخ اني مش هاجي اشوفها الا لما اكون واجف علي حيلي من تاني و ساعتها هاجي اخدها من عندك مش بس اشوفها.
رجعت تاني علي السرايا لجيتهم لساتهم بيشتغلوا
و اخيرا لمحتها معالم جاعة الجد الديب الكبير
عامود سريره النحاس
البلاط اللي بان جنبه وجفت اراقب الرجاله
بس استغربت انى لجيتهم بيسيبو كل حاجه و يمشو جولت لهم
ايه ماشين ليه
رد عليا واحد منهم و قالي
ما خلاص شيلنا كل الردم و مبجاش غير بلاط السرايا.
بس انتو لسه هاتبنوها
بصلي و هو
بيستهذئ بيا و بص ليهم و ضحكو كلهم
نبنيها ليك ليه عشان نزرع عيلة الديب وسطينا من تاني احسنلك تبيع ارضك و ترحل من البلد انت خلاص مابجاش ليك حد فيها و لا حد من اهل البلد رايدك
ارحل بدل ما تنجتل و انت لساك صغير و تحصل ابوك و عيلتك
بصتلهم پغضب و صړخت فيهم
يعني كنتم بتخدعوني لحد ما لمېتو كل حاجه مش اكده
ضحك واحد تاني و جالي
تمام هو اكده و اوعاك تفكر ان حد في البلد دي عايز نسل الديب يعيش وسطينا من تاني.
اكده تمام جوي بس عمركم ماهتقدرو ترحلوني من اهنه دانا قاسم نصار الديب
و اللي يقدر و عايز يجتلني اني اهو جدامكم
اني فعلا هاسيب البلد دي بس بعد ماخد حقي منكم يا كفر الديب
الايام بتمر بصعوبه عليا و اني عايش لوحدي
سيبت كل حاجه زي ما هيا لمدة سنه عشان ابعد شكوك اهل البلد و المطاريد عني
كل اللي عملته اني كنت بذاكر و الم الزرع من أرضى و اكل منه و ابيعه للناس عشان اعرف اعيش.
و احړق زرعة الحشېش اللي في باقي الارض
و ده كان بيخلي الناس تستغرب
و في يوم لجيت عمدة البلد جاي ليا بنفسه!!
فتحت له البوابه و جعد يرحب بيا و يسآلني عن احوالي
كيفك يا قاسم يا ولدي و كيف احوالك
اني بخير الحمد لله يا حضرة العمده خير في حاجه
لاه مافيش اني بس كنت حابب اطمن عليك و اسالك ليه بټحرق الحشېش في ارضك يا ولدي.
اني بحړق ارضي و اظن دي حاجه ماتزعلش حد بالعكس دي تفرحك انت بالذات دانت بتمثل الحكومه بالنسبه للكفر ده مش اكدة بردك
هاه اه طبعا
بس انت عارف ان
ابوك و من قبله جدك الديب الكبير و معاهم عزوز المحلاوي هما اساس زراعة و تجارة الحشېش في البلد
و لامؤاخذة يعني انت حالك دلوك مايسرش.
وجفت علي حيلي من جدامه و جولتله پغضب
آني ماشتكيتش لحد و لا طلبت احسان من حد يا حضرة العمده اني قاسم الديب شديد كيف ابوي و جدي و باكل و بشرب من خير ارضي بردك
معلوم يا ولدي ماجولتش حاجه و البلد كلتها تشهد بكده
انحنيت عليه و عيوني كلها ڠضب و حسيت انه خاف مني و كانه شايف ابوي لاء جدي جدامه
اومال تقصد ايه عايز مني ايه يا حضرة العمده
ااااني كنت قصدي