الخميس 12 ديسمبر 2024

القصر

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


عن نفسي مبخافش من حاجة وقلبي ده مېت وشبعان مۏت 
حلاوتك يا خالد يا ابن عمدتنا والنبي الحاج شديد جاب راجل ها يا رجالة حد تاني قال جاي 
كلنا جايين يا حبيبي انتو فاكرين انتو بس اللي رجالة وللا إيه 
طب يالا بينا الساعة دلوقتي 10 30 هنقضي الكام ساعة اللي باقيين من الليل جوا ونشوف هيحصل ايه ..

نشوف
ودخلنا القصر ..
نطينا السور وهو عامة كان واطي متر ونص تقريبا شبكنا لبعض ونطينا جوا و عدينا الجنينة الكبيرة اللي قدامه الفسقية وشجرة النبق الكبيرة اللي بتظهر في وسط جنينة القصر بالليل كإنها مارد عملاق الجنينة اتغطت كلها بالحشېشة وشوفنا الكرسي اللي كان بيقعد عليه رشيد باشا في جنينة القصر كرسي معمول على نفس طراز كرسي السلطان انا مش عارف ازاي الدولة محطتش ايدها على القصر دا من زمان وحولته لمتحف وللا حاجة زي كدا ..
العيال كانوا خايفين انا عارف انهم مدخلوش القصر بمزاجهم الغرور هو اللي جاب رجليهم في الخية اللي هتجيب أجلهم نفس الغرور اللي قتل المتنبي لما طلع عليه قطاع طرق وهرب منهم وبعدين قابل راجل في الطريق قاله مش انت المتنبي بتاع الخيل والليل والبيداء تعرفني وبتهرب من قطاع طرق يا خيبتك التقيلة قام الغرور ركبه ورجعلهم تاني راحوا مخلصين عليه ..
كلهم كانوا ميتين من الخۏف بس فيهم اللي عارف يتحكم في أعصابه ويخبي خوفه زي خالد ابن الحاج شديد العمدة وفيهم اللي متوتر وساكت زي حسني ابن المعلم توفيق وفيهم اللي هيقع من طوله زي وليد ابن الباشا مأمور المركز اللي عايز يدخل كلية الشرطة ويبقى ظابط زي أبوه ..
من ساعة ما دخلنا القصر وهو عمال يتلفت حوالين نفسه وماشي لازق في خالد بيحاول يتطمن بيه ..
الحق يا خالد ..
ايه يا وليد فيه ايه ..
فيه راجل في آخر الجنينة بيسقي الزرع 
فين دا يا وليد 
هناك اهو عند حوض الورد 
مفيش حد يا وليد وامشي بقى الله يرضى عنك متخيلناش معاك يا إما ترجع انت تنام جنب الست والدتك
خالد كان خاېف برضو ومش بعيد يكون شاف نفس اللي شافه وليد بس كان عنده رباطة جأش أنا شخصيا كنت معجب بيها أما حسني بقى دخل في مود اللا مبالاة ورفع شعار I dont care لأي حاجة في الدنيا اللا مبالاة حيلة عقلية ناجحة في المواقف اللي زي دي بس اراهنك انه مش هيصمد اكتر من نص ساعة وبعد كدا هينهار تمام ..
القصر من جوا مكانش فيه أي إضاءة لإنه مهجور من قبل ما يبقى فيه كهربا في البلد اصلا بس كان فيه قناديل زيت في كل مكان واحنا بطبيعة الحال كان معانا كبريت كنا بنولع بيه راكية الۏلعة اللي بنسهر حواليها ونشرب شاي قولتلهم احنا محتاجين حد مننا ياخد الكبريت ويلف على القناديل اللي في القصر كلها يولعها عشان مش هنقدر نتحرك في الضلمة كدا مين فيكو يا رجالة هيتطوع بالمهمة دي وفي سري أول تحدي يا كلاب .. بس مش الأخير بدأوا يبصوا لبعض ومحدش فيهم نطق قولتلهم خلاص خلاص هاتوا الكبريت وانا هدخل اۏلع كل القناديل ..
خالد اتحمق أوي وقال واشمعنى انت اللي تدخل ارجل مننا انت يعني ..
كنت متوقع الرد دا منك يا دكر 
خلاص يا عم خالد ولا تزعل نفسك الكبريت معاك اصلا ادخل انت لف على كل الاوض اللي في القصر وۏلع كل القناديل ..
اتردد للحظة كدا وبعدين قالي ماشي .. اني رايح ومشي
خالد 
فيه ايه 
حافظ آية الكرسي 
ايه سورة الكرسي دي معرفهاش
آاااية الكرسي يا خالد آية واحدة مش سورة
لا مش حافظها إشمعنى 
القصر كبير فيه فوق ال 100 أوضة زي ما انت شايف مبني على 20 فدان واحنا هنبقى بعيد عنك وانت بتولع القناديل فانا بقول يعني لو حصل وشوفت اي حاجة غريبة اقرأ آية الكرسي هتحميك من اي حاجة وحشة 
خليها على الله يا سي عمر 
خلاص عموما احنا هناخد لفة كدا على ضي القمرة دي ولو ما اتقابلناش في القصر جوا ۏلع انت القناديل واخرج استنانا هنا قدام الصورة الكبيرة بتاعة الباشا اللي على السلم بتاع الدور الاولاني اتفقنا 
اتفقنا 
ومشي خالد واحنا وقفنا شوية نبص على صورة الباشا الصورة كانت مرسومة بالزيت ومحطوطة في برواز مدهب كبير أوي بالحجم الطبيعي ..
كان باشا عثمانلي لابس العباية الحرير السودا وعلى راسه العمة بتاعة المماليك اللي فيها جوهرة وحوالين وسطه حزام نازل منه سيف ماسك مقبضه بإيده كإنه متحفز علشان يطير بيه رقبة أي حد ..
دقنه كانت بيضا ونظرة عينه مېته تماما مفيهاش أي إحساس وعلى شفته ابتسامة سخرية كأنه بيستهين بينا وبمحاولتنا الصبيانية أوكإنه بيستهين بكل الناس وبالحياة نفسها ..
النظرة اللي في عينه دي كانت تشبه جدا نظرة فالاد التالت الشهير بدراكولا أمير والاكيا ايام العثمانين واللي لقبوه بالملك 
كان فيه شبه كبير بين الشخصيتين رشيد باشا ودراكولا رشيد باشا كمان عمل من القصر بتاعه قلعة للړعب والفزع
قريت عنه كتاب نادر جدا كتبه مؤرخ قديم كان عايش في البلد دي في الفترة دي مش بس كدا ده كان في الأصل ترجمان القصر كتب الكتاب دا بخط ايده والكتاب دا اتنقل من ايد لايد لحد ما وصلي عن طريق خالي اللي كان عارف اني مهتم بالقصر وحكاياته كانت نسخة متهالكة جدا بس كانت أجمل هدية جاتلي في حياتي ..
رشيد باشا كان راجل مچنون حرفيا مدمن تعذيب وقتل بدم بارد الراجل بيقول في كتابه ان الباشا في يوم صحي من النوم منزعج بسبب حلم وحش شافه شاف انه 
حكاية تانية حكاها نفس المؤرخ في كتابه عن القصر وصاحبه رشيد باشا انه كان عنده هوايات رومانية قديمة يعني كان ممكن كل فترة يفتح قفص الأسود ويرميلهم اتنين أو تلاتة من العبيد معملوش اي حاجة كان بيختارهم بشكل عشوائي جدا ويقعد يتفرج على الاسود وهي ..
قصر زي دا طبعا لازم يكون ليه سياف كان اسمه مرجان شركسي ضخم وشه أحمر وشنبه اصفر كبير ..
مرجان كان خبير في قتل الضحېة باكتر الطرق بشاعة زي اي شيف شاطر كل يوم بيبدع
اكلة جديدة مرجان كان بيخترع طرق جديدة للقتل يرضي بيها جنون مولاه عشان ميغضبش عليه وېقتله ..
وأشهر الطرق دي زي ما ورد في كتاب القصر طريقة الضحېة كان بيتربط للأرض وهو نايم على وشه ومرجان 
الجميل بقى اني حكيت كل الحكايات دي للشلة الجميلة اللي دخلت معايه قصر الړعب من جوا ..
الشيئ الغريب أن عين الباشا كانت بتتحرك معانا انا متأكد من دا مش بس أنا كمان حسني ووليد قالولي الراجل دا بيبصلنا ..
قولتلهم دي حيلة فنان مش اكتر .. ليوناردو دافنشي عمل نفس الحيلة في صورة الموناليزا..
بس الحاجة التانية اللي مش ممكن تكون حيلة فنان واللي بدعي ربنا ميكونش حد فيهم لاحظها ..
انه كان ماسك مقبض السيف بإيده اليمين
انا متأكد من دا جدا ..
دلوقتي بقى ماسك المقبض بإيده الشمال ..
انتظروا
 

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات