الخميس 12 ديسمبر 2024

القصر

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

القصر
الحلقة_الأولى
الشلة بتاعتنا كانت مكونة من اربع أشخاص مكانش فيه بينهم أي حاجة مشتركة ولا فيهم اتنين بيحبوا بعض ..
خالد ابن الحاج شديد عمدة البلد وحسني ابن المعلم توفيق اكبر تاجر في القرية واكتر واحد يملك أراضي زراعية فيها ووليد ابن مأمور المركز وعمر انا ابن سواق القطر العنصر الدخيل على شلة الاغنيا دول ..

التلت عيال دول ابهاتهم يملكوا كل مصادر القوة السلطة المال النفوذ العزوة بينما انا لا أملك غير سيرة ابويا الطيبة بين أهل البلد ..
احنا في الأصل مش فلاحين احنا اسكندرانية ابويا وامي كانوا عايشين في اسكندرية لحد ما أنا بقى عمري خمس سنين وأبويا اتنقل للأرياف علشان شغله في السكة الحديد اتنقل وخدنا معاه ..
ودخلت مدرسة القرية واتعرفت على الشلة دي ..
كانوا طول الوقت بيحسسوني انهم احسن مني واني أقل منهم بس أنا طول الوقت كنت شوكة في ضهرهم ..
انا الذكي وهما الاغبيا انا اللي جاي من المدينة وهما القرويين صحيح انا متربي هنا في البلد معاهم بس بسافر كل اجازة مع بابا اسكندرية وهما مايعرفوش اي حاجة عن الدنيا برا البلد الصغيرة دي ..
هو دا عنصر التفوق بالنسبالي اني احسن منهم في الدراسة اني بعرف البس واتكلم احسن منهم اني رغم حالتنا المادية اللي على قدها جدا لكن اعرف اصناف أكل ميعرفوش ينطقوا اساميها ..
كنت كل ما ارجع من اسكندرية بعد اي اجازة يستنوني على احر من الجمر علشان نتجمع تحت الجميزة الكبيرة اللي في آخر البلد اللي قصاد قصر رشيد باشا واقعد احكيلهم على اللي حصل معايه في الاجازة .. الماتشات اللي شوفتها في الاستاد والأفلام اللي دخلتها في السينما والمصيف واللي حصل فيه ..
كنا كل مرة نقعد نتكلم والكلام ياخدنا والهزار لحد ما نحس ان الدنيا ابتدت تضلم وكل واحد سحب جاموسته وروح على داره وبدأنا نسمع صوت صرصور الحقل في الهدوء المخيف اللي في محيط القصر المهجور من 200 سنة دا ..
لحد ما في يوم وكنا ساعتها في أولى ثانوي وكنت راجع برضو من اجازة الصيف وهما ملمومين حواليا في نفس المكان بيسمعوا حكاياتي وكلهم انبهار حسني ابن المعلم توفيق مقدرش يكتم انفعاله ولا يداري الحقد اللي جواه وقام قالي ما كفاية نخع بقى انت هتعمل نفسك فاهم كل حاجة انت اصلا ولا حاجة واحنا ممكن نطردك انت وابوك برا البلد كلها وزي ما يكون كلام حسني عجب الباقيين أو عالج الشرخ اللي في نفسيتهم من ناحيتي لقيتهم استلموني تريقة واهانات وتلبيخ في حقي وفي حق أهلي ..
فضلت ساكت ومالك أعصابي لآخر لحظة وبعدين بدأت احط كل واحد فيهم في حجمه الطبيعي بكل هدوء ومن غير اي غلط ..
قولتلهم اني احسن منهم في كل حاجة وهما مجرد شوية عيال .. صحيح ولاد اغنيا بس مالهمش مستقبل ومالهمش قيمة من غير أهاليهم ..
اتجننوا طبعا من كلامي ومن هدوؤي بالأخص وكانوا عايزين يضربوني استفذيتهم اكتر وقولتلهم دا اكبر دليل أنكو مش رجالة تلاتة على واحد وروني نفسكم واحد واحد ونشوف مين الراجل ..
وافقوا واتقدم اتخن واضخم واغبى واحد فيهم خالد ابن الحاج شديد عمدة البلد المعركة حقيقي مش متكافئة ولا عمرها هتكون متكافئة مش بس عشان هما كترة وانهم اقوى واضخم مني واني حتى لو عرفت اضرب واحد فيهم الاتنين التانيين هيتدخلوا وهيطحنوني لكن كمان علشان حتى لو حصلت معجزة وضړبت التلاتة اهاليهم مش هيسكتوا وهيهدوا الدنيا فوق دماغي ودماغ أهلي ..
بس فيه عنصر واحد لو دخل المعادلة هيقلب الموازين ..
الذكاء قوة العقل اللي خلت الإنسان يروض الوحوش ويجبرها تقدم فقرة في السيرك .. وأنا كمان بقوة عقلي هروض ال وحوش دول وهخليهم يقدموا فقرة انا بس اللي أضحك عليها ..
قولتلهم اهدوا انا عندي فكرة تانية احسن انا مش هتخانق مع واحد واحد ..
انا هدخل في تحدي معاكم انتو التلاتة دلوقتي ونشوف مين فينا هيكمل للآخر ومين هيطلع عيل ويخلع ..
غرورهم نقح عليهم وقبلوا التحدي قبل حتى ما يعرفوه ..
قولتلهم احنا مش هنتحرك من هنا قبل ادان الفجر هنفضل قاعدين هنا تحت الجميزة دي نتكلم ونهزر ونشرب شاي لحد ما نسمع صوت الشيخ مصباح بيرفع أدان الفجر ساعتها يبقى الرهان انتهى ونشوف مين هرب زي الفار ومين كمل للآخر زي الأسد ومخافش من القصر ..
وللمرة التانية غرورهم يورطهم في ليلة من اسود ليالي عمرهم ..
وقعدنا الدنيا بدأت تضلم والغيطان تفضى من حوالينا لحد الصمت بقى مرعب مفيش على مدد الشوف غير عيدان الدرة وهوا الصيف بيطوحها يمين وشمال والقصر واقف من بعيد كإنه سرداب تعدي منه على التاريخ المدفون ..
كل الحكايات اللي سمعناها من اهالينا عن القصر دا من واحنا عيال بدأت تنط في دماغنا في الوقت دا حكايات رشيد باشا الظالم اللي كان بيستعبد الفلاحين الغلابة ويعذبهم جوا القصر دا حكاية الشاب اللي اتدفن صاحي في جنينة القصر دا عشان بص لبنت الباشا والفلاحين اللي اټسلخ جلدهم زي الدبايح عشان كانوا بيسرقوا منه المحصول .. حكايات تشيب المشكلة لما تفتكرها وانت قاعد بالليل لوحدك قدام القصر بيتهيألك طول الوقت انك سامع أصوات ناس بتصرخ وپتتعذب ..
الفرسان التلاتة طبعا كانوا هيموتوا من الړعب بس احساسهم بالعظمة كان طاغي على اي شعور تاني عدت ساعة واتنين وتلاتة وبقينا في نص الليل ولسه محدش فيهم خاف ولا مشي .. حسيت ان التحدي بالشكل دا مش هينتهي لصالحي فكان لازم أصعد وتيرة اللعب شوية وعرضت عليهم عرض اسود اعتمدت فيه على غرورهم وعجرفتهم وقولتلهم ايه رأيكم نغير الرهان سالوني بمنتهى العنجهية وهنتراهن على ايه المرادي يا ترى ..
قولتلهم هنتراهن اننا ندخل القصر ..
ومن هنا بدأت حكاية اكتر ليلة مرعبة ممكن انسان يشوفها في حياته ..
انتظروا الحلقة الثانية
القصر
الحلقة_الثانية
احنا هندخل القصر دا من جوا وهنقضي الليلة جواه كمان 
ومين قالك بقى اننا هنوافق على الكلام ده
دا مش كلام دا رهان واللي هيرفض يبقى خسر الرهان 
قصر مهجور بقاله 200 سنة و الحكايات اللي بتتحكي عنه تشيب واتخن واحد في البلد كلها ېخاف بس يهوب من قدامه بالليل عايزنا أنت بجلالة قدرك ندخله ونبيت فيه كمان باينك اتهبلت يا ابن سواق القطر انت 
لا وعلى ايه نشوف حاجة تانية نتراهن عليها حاجة تكون على قدكم ايه رأيكم نلعب الشايب وللا نلعب الأوله احسن 
انت بتتمهزأ بينا يا عمر وللا شايفنا عيال قدامك 
ايوه يا حسني شايفكم عيال وجبنا كمان زي ما هتدخلوا القصر ده انا هدخل معاكم وهنثبت للبلد كلها ان مفيش عفريت الا بني آدم وأن احنا ارجل واشجع من رجالة البلد دي كلها ..
لا يا حبيبي يفتح الله مش لاعبين وأن كنت بتعمل دا كله عشان متنضربش خلاص متخافش مش هنضربك بس انت متبقاش تطول لسانك تاني بعد كدا .. بينا يا عيال 
استنى يا ولا
انت وهو احنا هندخل القصر دا وهنبيت فيه كمان واني
 

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات