انا لها شمس لروز امين
أكيد هيسعفوه وهيبقى كويس
بسط أحد رجال الحراسة يده وتحدث إليها باقتضاب وهو يجذبها من كف يدها
اتفضلي معايا يا أستاذة إيثار الباشا مستنيك جوة وميصحش نتأخر عليه
رمقته بحدة وبطريقة عڼيفة نفضت يده بعيدا لتهتف حانقة
أنا مش هتحرك من هنا قبل الإسعاف ماتيجي.
الباشا أمر إنك لازم تدخلي حالا فأحسن لك تسمعي الكلام وتقومي معايا وما تضطرنيش اتعامل معاك بالقوة
ليستطرد بتنبيه
إنت عارف ايمن باشا لو عرف إنك ضايقتها هيعمل فيك إيه ده مش بعيد ېدفنك مكانك
وإنت واقف
ليه يعني تبقى مين بسلامتها...هكذا تحدث متذمرا وذلك لحداثة تعيينه ليهتف الأخر بإعلام
تبقى إيثار غانم الجوهري يا غبي.
ليستكمل بإبانة
مديرة مكتبه واللي مبيتحركش خطوة من غيرهاكل خبايا الشركة في عبها ومفيش صغيرة ولا كبيرة بتحصل إلا بعلمها
طظإيه يعني مديرة مكتبهده أنا قولت بنته ولا قريبته من تفخيمك فيها
هز الاخر رأسه باستسلام وبصعوبة اصطحباها الرجلان للداخل تحت اعتراضها بالأول لكنهما أخذا الأوامر بإحضارها ولابد من التنفيذولجت بدموعها واڼهيارها لتجد أيمن يجلس فوق مقعدا ملقي برأسه للخلف ويبدوا من مظهره أن نوبة فرط ضغط الډم ستهاجمه من جديد حيث كان يتنفس بصعوبة واضعا كف يده فوق صدره ويقوم بتدليكه بوجه شاحب وبرغم ما تعانيه من تمزق للروح وتيهة بسبب فقدانها لذاك الخلوق إلا أنها استعادت لمهنيتها وهرولت إليه وهي تتفحصه بهلع ظهر بعينيها
ليجيبها بانفاس متقطعة
إتصلي لي ب أحمد بسرعة يا إيثار
على عجالة هتفت وهي تبحث بحقيبة يدها التي أحضرها أحد الرجال حيث كانت ملقاه بجوار سيارتها بالخارج
هكلمه حالا يا أفندم بس حاول تتنفس بانتظام وتهدى
بالفعل هاتفت أحمد الإبن الأكبر ل أيمن والذي يمتلك مشفى إستثماري كبير قد أعدها له أبيه ليمارس بها مهنة الطب الذي درسه بالخارجبسرعة البرق حضرت قوة من رجال الداخلية وانتشر رجالها سياج الشركة وحضر أحمد بسيارة إسعاف مجهزة طبيا بعدما اخبرته إيثار وعلم أنها حالة ضغط الډم التي تهاجم والده عندما يتعرض لحالة من الصدمة أو الحزن الشديد تحرك الشرطي إلى أيمن المتواجد بعربة الإسعاف يتلقى الإسعافات الأولية وتحدث بوقار
الله يسلمك يا حضرة الظابط.. ليتحدث الضابط من جديد
حضرتك بتتهم حد بالھجوم
تذكر ذاك الرجل الذي حضر ليقوم بتهديده وهاجمه في عقر داره ولم يخشى رجال الحراسة نظر له ليجيبه
مفيش غيرهصلاح عبدالعزيز هو اللي هددني من يومين لما اټهجم عليا في قلب بيتي وكان موقف رجالته بره
عملت محضر بالواقعة دي
هز رأسه باعياء ظهر على ملامحه
محبتش اكبر الموضوع قولت راجل موجوع على إبنه وجاي يفش غله بكلمتين فارغين بس متوقعتش إنه هيطلع مچنون زي إبنه وينفذ تهديده
لاحظ أحمد شحوب وجه والده فهتف بشدة
لو سمحت يا افندم يا ريت تأجل التحقيق لوقت تاني لأن زي ما حضرتك شايف والدي تعبان ولازم يتنقل المستشفى حالا قبل ما حالته تتأثر وتسوء
ليه مبلغتنيش إن صلاح عبدالعزيز جه هددك في البيت
ليستطرد لائما على زوجته بجبين مقطب
وازاي سالي متقوليش على حاجة زي دي!
بنبرات متقطعة نتيجة حالة الاعياء تحدث بضعف
محبتش اشغلك يا ابنيكفاية عليك شغل المستشفى اللي واخد كل وقتك
ليستطرد بإبانة
وانا اللي قولت لمراتك بلاش تبلغك علشان متقلقش
ريح نفسك ومتتكلمش يا بابا إحنا لازم نتحرك حالا... نطقها وهو ينظر للضجيج من حولة أنوارا ساطعة لسيارات الشرطة التي انتشرت بالمكان وفريق من النيابة العامة التي حضرت لتعاين چثة كريم وتلك المسكينة التي تقف تتابع بدموع منهمرة ذاك البريء الملقى أرضا غارقا بدمائه الطاهرة لقد دفع حياته ثمنا وهو يحمي رب عملهمشهد درامي يدمي القلوب وتقشعر له الأبدان أشار للضابط ليفسح لسيارة الإسعاف كي تتحرك بوالده الذي وما أن رأى الضابط يقترب من إيثار ورأى إنهيارها حتى تحدث وهو يشير لنجله
روح لحضرة الظابط وخليه يأجل استجواب إيثار معايا لبكرة هنا في الشركة وخلي حد من رجالتنا يتابع موضوع كريم ويفضل مع جثته لحد ما يطلع له تصريح الډفن
ليستطرد بتأثر وصوت متقطع
الولد ملوش حد في الدنيا غير خطيبته واهلها
بالفعل تحرك الشاب للضابط وقص ما املاه عليه والده ليقتنع الضابط بحديثه بعدما رأى ارتعاشة جسد تلك المړعوپة ليسألها أحمد عن حالها
إنت كويسة
هزت رأسها بإيماءة لتتطاير دمعاتها ليسألها متأثرا بحالتها
هتقدري تسوقي ولا اخلي حد من الحرس يوصلك
هسوق بنفسي اتفضل حضرتك خد الباشا على المستشفى وياريت تبقى تطمني عليه... اومى لها وتحرك بأبيه على المشفى ألقت نظرة وداع على صديقها لتخرج منها إبتسامة مريرة وهي تحدث حالها وكأنها ترثي روحه
يا لحظك التعيس أيها الرفيق ماذا فعلت يا صديقي لكي تجني كل هذا البؤس من الحياةلقد تلقيت
صفعتك الاولى عندما تركك أباك وانتقل للحياة الأبدية بينما لاتزال جنينا بأحشاء والدتكوقبل أن تتم عامك الثاني ابتعدت الاخرى بعدما تقدم لخطبتها ثري عربيا وكان شرطه الأول هو التخلي عنك حتى يحظى بكل اهتمام تلك فائقة الجمال لهلتوافق في الحال وتتركك في رعاية جدتك لأبيكهذه السيدة المسنة التي غمرتك بحنانها الفياض كتعويضا عن التي اختارت أن تعيش لأجل حالها ودلالها وتنعمها بثروة زوجها وفقطحتى أنها لم تطرأ برأسها فكرة النزول إلى مصر منذ أن غادرتها وهي عروس لتطمئن على صغيرهاوما أن وصلت لسن السادسة حتى تركتك تلك العجوز لتضل بجسدك النحيل بلا عونبلا سندلتتلقى لطمتك الكبرى من الحياةإجتمع بعضا من الجيران وتناقشوا بامرك حتى وصلوا إلى حلاوهو ان يضعوك داخل الميتمدار لإيواء الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية ترعرعت بداخله حتى أصبحت شابا واتممت دراستك الجامعية لتخرج للحياة من جديد لتشق طريقك وتلتقي بحب العمر ويتم الإرتباط بشكل رسمي إلى أن وصلت إلى هنا چثة هامدةيبدوا أن الله قد احبك كثيرا لذا أراد أن يحمي روحك الطاهرة قبل أن تتدنس في خطايا الحياة
ابتسمت بدموعها المنسدلة لتحدث حالها بصوت باك يملؤه القهر وهي تلقي على جثمانه نظرتها الاخيرة
وداعا يا صديقي الصغيرفلتتنعم روحك الطاهرة في الفردوس الأعل ىسلاما لروحك النقية وإلى أن نلتقي.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثاني
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
أحيانا نحتاج لمن يحتوينا ليشعرنا بالأمان بأحلك أوقاتناندور بأعيننا لنبحث عن ذاك الشخص الذي سنرتمى ليسحب من داخلنا أهاتنا والألامليزداد أنين روحنا وتمزقها عندما ندرك وحدتنا وأننا بلا حبيببلا صديق بلا شخصا يؤتمنلنكتشف حينها أن تلك هي مأساتنا بالحياة.
خواطر إيثار الجوهري
بقلمي روز أمين
عادت إلى منزلها لا تعلم كيف قادت سيارتها وقطعت تلك المسافة وهي تذرف دموعها تلك التي لم تنقطع ولو للحظة فتحت الباب ودخلت لتجدعزة باستقبالها تلك السيدة الأربعينية التي تهتم بصغير إيثار يوسفذو الأعوام الستوالتي لم تحظى بفرصة للزواج ليضعها القدر بطريق إيثار عن طريق الصدفة لتطلب منها بأن تمكث معها بنفس المنزل لتهتم بصغيرها مقابل مبلغ مادي تتلقاه شهرياتحركت صوبها لتقول بنبرة لائمة
إتاخرتي كدة ليه يا إيثار وبعدين مبترديش على تليفونك ليهده أنا متصلة بيك أربع مرات
واستكملت بثرثرة استدعت استياء الاخرى
وأمك صدعتني من الصبح مبطلتش رن على التليفون الأرضي لحد مزهقتني في عيشتيبتقول إنها كلمتك كتير ومبترديش عليها وأكدت عليا أول متوصلي لازم تكلميها علشان عوزاكي في موضوع ضروري
خلاص يا عزة إرحميني بقى من رغيك أنا لا نقصاكي ولا نقصاها... نطقت كلماتها بهتاف حاد لتسترسل بصړاخ هيستيري جعل عيني الاخرى تتسع على مصراعيها
ولو اتصلت تاني مترديش عليها قولي لها تنساني وترحمني بقي هي إيه مكفهاش كل اللي حصل لي بسببها هي وولادها سبتلهم دنيتهم بحالهاعاوزة مني إيه تاني
بملامح وجه قلقة سألتها بخفوت
مالك يا بنتي فيك إيه إنت معيطة يا إيثار
بسيقان مهتزة وصلت إلى أقرب مقعد ورمت حالها فوقه باستسلام ثم رفعت رأسها ناظرة بعيني عزة لتنطق پألم بعدما تركت العنان لدموعها أن تنهمر من جديد
كريم يا عزة قدام عنيا راح في لحظة مسافة غمضة عين روحه فارقت جسمه
يلهوي كريم السواق مين اللي قټله بدموعها الغزيرة قصت عليها ما حدث لتهتف الاخرى بحدة وقد ظهر الړعب بمقلتيها وكأنها قطعة من روحها
لاااا الحكاية دي ميتسكتش عليها إنت لازم تسيبي الشغل عند اللي إسمه أيمن ده مهو أنا مش مستغنية عنك المرة دي الطلقة جت في المسكين كريم يا عالم المرة الجاية هتيجي في مين
واستطردت بهلع
أبو الواد اللي قټله أيمن مش هيسكت وهيحاول مرة واتنين وعشرة لحد ماياخد تار إبنه اللي دمه ساح في بيت اللي إسمه أيمن
نظرت لها لتتحدث بيأس
ولما أسيب الشغل هنعيش أنا وإنت منين يا عزةوالمسكين اللي جوة ده هجيب مصاريف مدرسته منين!
من الموكوس أبوه هو ملزوم ڠصب عنه يصرف على ابنه وعلى تعليمههو فقيردي الفلوس بالكوم على قلبه وقلب أبوه... كلمات نطقتها بهتاف غاضب لتجيبها الاخري پألم
وهو ده اللي عاوزه أتذل له واطلب فلوس لإبني وساعتها هيبيع ويشتري فيا ويحط شرط رجوعي قصاد الفلوس
ثم نظرت أمامها في نقطة اللاشيء لتهتف بعزيمة واصرار
وده اللي عمري ما هعمله حتى لو ھموت أنا وابني من الجوع
دارت عزة حول نفسها لتهتف بحماس وهي تدق على كفيها
خلاص دوري على شغل جديد يعني هو اللي خلق شركة الأباصيري مخلقش غيرها
_وتفتكري الشغل الجديد هيدوني نفس المرتب اللي أيمن بيدهولي ولا هيدوني منصب زي اللي وصلت له عند أيمن أنا مديرة مكتب أيمن الاباصيري واللي مبيتحركش خطوة من غيري... لتستطرد بامتنان
ده غير إن أيمن بيه بيعتبرني زي بنته ومديني برستيچي في الشركةمعقولة هسيب كل ده واروح ابدأ من الصفر في مكان تاني
تنهيدة استسلام خرجت من صدر تلك الصادقة والتي اتخذت من إيثار إبنة لها ومن يوسف حفيدا وحمدت الله على تعويضها بهما بديلا عن الاسرة التي حرمت من تكوينها تحدثت بأسى
سبيها على الله وهو هيحلهاأنا هدخل املى لك البانيو ماية سخنة واحط لك فيه شوية زيوت عطرية تهدي لك جسمك
لتساعدها على الوقوف لتستطرد
قومي يلا معايا
وقفت تنظر بعينيها ثم كفاي يداها لتتحدث شاكرة
ربنا يخليكي ليا يا عزة مش عارفة من غيرك
كنت هعمل إيهالدنيا كلها باعتني وإنت الوحيدة اللي اشترتيني
بابتسامة خاڤتة تحدثت
بتشكريني على إيه يا عبيطة ده أنت ربنا بعتك ليا هدية من السما إنت ويوسف اللي ربنا يعلم لو كان عندي حفيد مكنتش هحبه زيه
ابتسمت لها وسألتها باهتمام وكأنها للتو تذكرت صغيرها
هو يوسف نام
من بدري...