روايه ظلام اصاب قلبي كامله
يبادلها كل ذلك الحب فقلبه قد ماټ
منذ زمن فقده منذ أحب
فتاة
جعلته عاشقا لأول مرة وجعلت خافقه يدق بشدة وحين كاد ان يصارحها بعشقه اكتشف أنها على علاقة غير شرعية مع أخيه ليزوجهم الجد خوفا من ثم يبتعدا عن عائلة الشناوي لسنوات سنوات شعر فيها بمۏت القلب والمشاعر حاول فيها أن ينسى هذا العشق الذى أضناه يكاد يقسم أنه قد نجح فى ذلك لولا أن رآها مجددا عند مۏت أخيه ليدرك أنه لم ينساها يوما بعد ذلك حاول أن يؤكد لنفسه أنها ربما تكون السبب فى مۏت أخيه حتى يغضب منها ويتناساها خاصة عندما رفضت الرجوع معه لتحضر مراسم زوجها ليغضب منها بشدة ليعتقد بأنه صار يبغضها ولكنه ليس متأكدا من ذلك الآن خاصة بعد سماع صوتها فى الصباح تخبره بأنها قادمة وقلبه الذى ازدادت دقاته وقتها ربما يخشى هذا اللقاء أو يخشى حقا تجدد مشاعره هو حقا لا يدرى
إبتسم وهو يأخذ الكوب منها يرتشف منه بينما أخذت هي كوبها وإرتشفت منه بدورها نظر إلى تلك القطرة من العصير والتى إستقرت على الكرزيتين لتغيم عينيه وهو يتطلع إليها مد يده ومسحها بنعومة وهو برغبة جعلتها تتمسح بيده كقطة صغيرة ليميل آخذا خطفت أنفاسها لتقع أكواب العصير من أيديهما ولكن أحد منهم لم يهتم ليحملها مراد بين يديه دون ان يتأمل عيونها الخضراء الناعسة والتى تدعوه بكل نعومة للعودة إليها ليرتوى من فيض عشقها حد الإرتواء
إنت فين بقالى ساعة بكلمك وتليفونك خارج التغطية
إستمعت إلى محدثها لتقول بعدها
طيب إستنانى فى الشقة أنا جاية حالا
لتغلق الهاتف وهي تتجه إلى دولابها تختار منه فستانا كي ترتديه للخروج تفرغ مشاعرها الغاضبة قبل ان ټنفجر غيظا لتعود لتلك الفتاة بخطة جديدة تخرجها من حياتهم للأبد نعم للأبد
آلو
أجابه يحيي قائلا بإختصار
رحمة جت
أخذ مراد نفسا عميقا وهو يقود السيارة قائلا
عارف
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وعرفت منين
قال مراد
كلمتنى الصبح قبل ما تركب الطيارة
تمام إنت فين دلوقتى
قال مراد
أنا فى الطريق
قال يحيي بجمود
طيب مستنيك
ثم أغلق الهاتف ليزيد مراد من سرعته متجها إلى المنزل وقلبه يرتجف قلقا يشعر من لهجة يحيي إلى جانب قلبه الذى ازدادت دقاته وهو يشعر بقرب لقاءه بها مجددا أن حياتهم جميعا على وشك التغير تماما
دلفت رحمة إلى تلك الحجرة التى ما تخيلت يوما أن تدخلها إلا كزوجة ليحيي لتدلف إليها اليوم كغريبة تماما لا تمت إليه بصلة ولا حتى صلة القرابة التى جمعتهما منذ البداية فلم يعد يعدها كإبنة عمه ولم تعد تعتبره كذلك أيضا
تنعم بدفئها الذى حرمت منه لسنوات هذا الدفئ الذى لطالما أحاطتها به رحمة وجعلتها تشعر بأنها هي الأخت الصغرى والتى تحتاج إلى الرعاية والحنان وليس العكس
ۏجعتك
وجعى كان فى بعدك عنى يارحمة ودلوقتى وجعى راح لما شفتك من تانى
أدمعت عينا رحمة وهي تتأمل ملامح أختها الشاحبة التى غيرها المړض كثيرا فبدت أكبر من سنوات عمرها الثلاثين لتقول بصوت متهدج من المشاعر
أنا كمان يا راوية كنت حاسة بروحى ضايعة منى
قالت راوية بلهفة
بجد يارحمة يعنى مش زعلانة منى
عقدت رحمة حاجبيها فى حيرة قائلة
وهزعل منك ليه بس ياراوية
قالت راوية بحزن
عشان موقفتش جنبك وقت اللى حصل لما لما
أخفضت رحمة يديها بجوارها وهي تقول
الكلام ده كان من زمان يا رواية وخلاص مبقتش تفرق كتير صحيح إنتى أختى وكان لازم تعرفى إنى مش ممكن أعمل كدة بس إنتى اكيد إتخدعتى زيهم وأنا خلاص مش زعلانة كل واحد بياخد نصيبه وانا أخدت نصيبى وراضية بيه
أطرقت راوية برأسها فى حزن قائلة
بس أنا متخدعتش أنا كنت عارفة الحقيقة
إتسعت عينا رحمة دهشة وهي تقول
كنتى عارفة
رفعت راوية وجهها تواجه عينا أختها الحائرتين وهي تقول مدمعة العينان
أيوة كنت عارفة إنك مظلومة وإنك مكنتيش مع هشام ليلتها زي ما حاول يبين لينا كلنا كنت عارفة إن كل اللى حصل ده كانت تمثيلية عشان يتجوزك ڠصب عنك
عقدت رحمة حاجبيها قائلة
وعرفتى منين يا راوية
صمتت راوية ليزداد إنعقاد حاجبي رحمة وهي تقول
طب ليه متكلمتيش ساعتها
نزلت دموع راوية فى تلك اللحظة قائلة فى حزن
هحكيلك يا رحمة هحكيلك كل
حاجة أنا سكت كتير بس خلاص
مبقاش ينفع أسكت أكتر من كدة
لتتحدث راوية ومع كلماتها كانت رحمة تذبح مجددا من الصدمة
جلس يحيي فى هذا الركن المظلم من الحجرة يحاول ان يهدئ أعصابه يشعر أنه على حافة الإنهيار ألما ما هذا الذى يحدث لهالڠضب منها يشعله والشوق إليها يحرقه تبا ما الذى أقحمها فى حياته مجددا
مرض زوجته نعم لولاه ما رآها قط مجددا فهذا كان قراره منذ تلك الليلة التى فقد فيها إيمانه بالعشق وفقد فيها روحه التى غابت بغيابها فالخېانة ضړبته فى
مقټل ليتمنى لو لم يعشقها يوما لا يستطيع نسيان هذه الليلة أبدا فإلى جانب إكتشافه لخيانتها له فى هذا اليوم فقد تزوجت فيها أخاه أيضا ليشعر بكيانه ېتمزق حرفيا ورغم إدراكه انها أصبحت لأخاه من قبلها إلا أن رؤيتها وأخاه يعقد عليها ثم يأخذها بعيدا أډمت قلبه ثم أماتت مشاعره للأبد فظن أنه لم يعد يعشقها وأنه بات فقط يكرهها حتى بدأت تغزو أحلامه توقظ فيه كل المشاعر وتثير فيه جنون الإشتياق لتتجسد أمامه منذ لحظات ليدرك أنها تقبع تحت جلده يسرى عشقها فى شرايينه مسرى الډم يعلم أنها اخت زوجته و خائڼة ومع ذلك يخفق قلبه فقط لمرآها وقد زادتها تلك السنوات جمالا وجاذبية وقوة لتستيقظ مشاعره الكامنة داخل أعماقه حين لمسها وكأن ماضيه معها كأن لم يكن وقيوده التى يفرضها حاضره عليهما كأنها سراب ولا وجود لها من الأساس زفر بقوة وهو ينظر إلى السماء تصرخ أعماقه پصرخة هزت وجدانهياإلهى ماذا أفعل
ليفيق من صراعه على دلوف أخيه إلى المكتب وإنارته ضوء الحجرة ليجد يحيي قابعا فى هذا الركن البعيد تبدو ملامحه المكفهرة دليلا واضحا على مقابلته لرحمة ليقترب منه بقلق قائلا فى تقرير
ضايقتك صح
هز يحيي رأسه نفيا قائلا بهدوء
ملحقتش وبتمنى متفضلش كتير عشان تحاول ياريت تشوف أختها وتمشى علطول مجرد وجودها فى البيت خانقنى
ظهرت الحيرة على ملامح مراد وهو يتأمل يحيي قبل أن يقول
إنت ليه بتكرهها بالشكل ده يايحيي
قال يحيي بصرامة
يعنى مش عارف يامراد ليه بكرهها
جلس مراد على الكرسي المجاور ليحيي قائلا
لأ مش عارف صحيح هي غلطت زمان غلطة كبيرة فى حق نفسها وفى حقنا وصحيح إن إحنا شاكين إن ممكن تكون السبب فى مۏت أخونا لإنها كانت معاه وقت الحاډثة وصاحبه صلاح قال إنهم إتخانقوا مع بعض فى الحفلة قبل ما تركب العربية معاه عشان يروحوا بس برده إحنا مش متأكدين من الكلام ده غير إن علاقتكم ببعض كانت حلوة أوى قبل جوازها من هشام إنت كنت أقرب واحد ليها وكان واضح للكل إنها بتعتبرك زي أخوها
إبتسم يحيي بسخرية مريرة يردد كلمات أخيه داخل نفسه بمرارة تعتبره مثل أخاها كم كان مراد ساذجا لايدرى أنها كانت توهمه بأنه عشقها الأول وهو صدقها لأنها كانت بدورها عشقه الأول والأخير وأنه فى ليلة إكتشافهم لها مع أخيه هشام فى حجرة نومه كان قد وعدها قبلها مباشرة بأنه سيخبر جده فى اليوم التالى برغبته فى الزواج منها وتحقيق حلم لطالما تمنى ان يناله ولكن ماحدث ليلتها دمر كل ما حلم به طوال عمره لتتزوج أخاه ويرحلا بعيدا عن المنزل ثم يوافق هو على الزواج من أختها عندما عرض
عليه الجد ذلك الأمر ربما نكاية بها أو هو فقدان الأمل فى أن يقع مجددا بالحب او ربما هو فقدانه الإيمان بالحب ذاته حقا كم تظلمنا الحياة وتسخر منا تحركنا كالدمى فى يديها ولا نستطيع أن نفعل شيئا سوى
ان نخضع لها ونسايرها
افاق من أفكاره على صوت أخيه يقول فى حيرة
يحيي روحت فين
زفر يحيي وهو يستند برأسه إلى الكرسي خلفه يغمض عينيه قائلا
روحت لنفس المكان بس فى زمن غير الزمن زمن كنت فيه واحد تانى مبقتش دلوقتى عارفه ولا قادر أميزه جوايا
ليفتح عينيه ويعتدل قائلا فى حزم
المهم دلوقتى أنا عايزك تفهم بشرى متعملش مشاكل معاها وتعدى اليومين اللى رحمة قاعدة فيهم هنا على خير مفهوم يامراد أنا فية اللى مكفينى ومش ناقص جنانها
ربت مراد على ساق اخيه مطمئنا وقد رأى حقا ذلك الإرهاق البادي على أخيه قائلا
متقلقش يا يحيي أنا هنبه عليها بنفسى وأوعدك متعملش مشاكل وزي ما إنت قلت هما يومين وهتمشى بس هي راحت فين
عقد يحيي حاجبيه قائلا
تقصد مين
قال مراد
بشرى رجعت البيت ملقيتهاش
قال يحيي بنظرة ذات مغزى
وإنت بتسألنى أنا عن مراتك يامراد
شعر مراد بالتأنيب المختفى داخل طيات كلمات أخيه ليقول بإرتباك
أصل هي كلمتنى والفون كان مقفول ولما فتحته وكلمتها تليفونها كان خارج التغطية فقلت يمكن قالتلك حاجة
قال يحيي بملامح جامدة
لأ مقالتليش ومشوفتهاش النهاردة خالص إنت عارف إنى كنت مشغول برجوع رحمة
أومأ مراد برأسه متفهما وهو يقول
ورحمة فين دلوقت
تنهد يحيي قائلا
عند راوية
قال مراد
بقالها كتير
قال يحيي
تقريبا ساعة
اومأ مراد برأسه ثم نهض قائلا
شكلهم هيطولوا طيب أنا هروح أوضتى آخد شاور وأرجعلكم تانى
أومأ يحيي برأسه ليذهب مراد بإتجاه الباب ليتوقف عند سماع أخيه يقول بحزم
ياريت يامراد تخف من سهرك برة شوية وتاخد بالك من مراتك وبيتك
إلتفت إليه مراد ينظر إلى ملامح أخيه الجامدة ليدرك أنه يلمح إلى شئ ما كاد أن يستوضح عن مقصده بذلك التنبيه ولكنه الآن
مرهق ويحتاج لأخذ حماما سريعا يزيل به
كل ماعلق بأفكاره المتعبة أكثر من جسده المنهك